في ظل اهتمامنا بالصحة الجسدية في زمن فيروس كورونا المستجد، يؤكد الأطباء النفسيين على أن العناية بالصحة النفسية لا تقل أهمية أيضا، وأن الهلع والخوف المبالغ فيهما سيؤثران على مناعة الفرد النفسية مستقبلا.
يعتبر البعض أن "الأزمات فرص" و كما يقول رجال الأعمال "الأزمات تصنع الثروات" فإن أزمة كورونا فرصة للتعلم وتقوية النسيج المجتمعي و قد يكون للمرض أثر إيجابيا على المناعة النفسية والمجتمعية بعد انحساره، إذا تحلى الأفراد بالمسؤولية والمرونة.
لكن مع ذلك قد نرى للمكوث في المنزل مع العائلة طوال فترة الحجر الصحي أثار سلبية على الأفراد و العلاقات الأسرية.
في هذا المقال سوف نتطرق للنقاط التالية :
1. ما الصحة النفسية؟ وهل تقل أهمية عن الصحة الجسدية ؟
2. ما الذي يهدد صحتنا النفسية في ظل انتشار مرض كورونا ؟
3. ما الفرق بين المسؤولية والخوف المبالغ فيه في "زمن كورونا"؟
4.ما الذي يهدد علاقاتنا في الحجر الصحي ؟
5. ما مدى تأثير الحجر الصحي على علاقتنا الزوجية ؟
6. ما علاقة الحجر الصحي لارتفاع نسبة الطلاق ؟
7. كيف يمكن تخطي المشاكل و ما الحلول المقترحة ؟
8. برامج عملية مفيدة جدا للصحة الجسدية و النفسية
ما الصحة النفسية؟ وهل تقل أهمية عن الصحة الجسدية ؟
تعتبر الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة بشكل عام، حيث تتأثران في بعضهما بعضا في علاقة ديناميكية، فإذا تحسنت الصحة النفسية تحسنت الجسدية، والعكس صحيح.
ويقصد بالصحة النفسية "مستوى الشعور بالعافية وغياب الأمراض والاضطرابات النفسية"، وهي تعكس مدى الرضا العاطفي والتكيف السلوكي وقدرة الإنسان على الاستمتاع بالحياة، وشعوره بالكفاءة والاستقلالية وتحقيق الذات والمساهمة المجتمعية.
ما الذي يهدد صحتنا النفسية في ظل انتشار مرض كورونا ؟
متابعة الفزع الإعلامي على التلفاز و مواقع التواصل الاجتماعي الذي يحيط بكورونا يشعران الناس بالقلق و التوتر و التشويش الذهني مما يضخم مخاوفهم على أنفسهم و عائلاتهم.
أما على المستوى الجماعي فيمكن أن يدخلوا في هلع على المستوى الشرائي خوفا من نقص مواد معينة، وهلعا من حصد الأرواح.
ويمكن أن يتحول الضغط النفسي لديهم إلى اضطرابات سلوكية، نوبات هلع أو بعض الأمراض النفسية الخفيفة كالوسواس القهري
ما الفرق بين المسؤولية والخوف المبالغ فيه في "زمن كورونا"؟
المسؤولية إلى تلك الصفة الملازمة للشخص الواعي، و يفهم من الوعي في هذا السياق اتبع الإنسان الخطوات المطلوبة منه وما تمليه واجباته الفردية لحماية المجتمع، ربما لا يوجد لهذا المرض دواء حالي، لكننا نملك مصلا يتمثل في الوعي الفردي والمجتمعي وشعور الفرد بالمسؤولية تجاه الآخرين، من دون مبالغة في الإجراءات الاحترازية.
أما الخوف فيحدث عندما يبالغ الفرد في الإجراءات الاحترازية أو يتعطل عن أداء وممارسة حياته اليومية، فالإنسان المرن هو من يجد البدائل ويستمر في الحياة ورعاية أبنائه والتواصل مع الآخرين بطريقة نافعة مع إيجاد البديل الآمن كإلغاء الاجتماعات وإجرائها إلكترونيا.
ما الذي يهدد علاقاتنا في الحجر الصحي ؟
إن انعزال شخصين في مكان واحد مع ارتفاع التوتر النفسي بسبب فيروس كورونا وتداعياته قد يجعل مزاج الزوجيْن حادا، وقد يزيد من الخلافات الجدال في أمور بسيطة جدا و الخطير هنا انه قد يتحول الخصام بينهما إلى الإسراع في الطلاق لا سمح الله.
ما مدى تأثير الحجر الصحي على علاقتنا الزوجية ؟
قبل الحجر الصحي كان الناس يذهب للعمل الوظيفي، يمضي على الأقل 8 ساعات خارج المنزل و رُبما يستغرق أصحاب الشغل الخاص نحو 12 ساعة بأكملهم، بخلاف الوقت الذي يستغرقه الناس في التنقل من البيت للعمل، وكانت حصيلة النوم لديهم اليومية لا تتجاوز الساعات الست.
بعد انتشار فيروس كورونا المُستجد، والذي أجبر الجميع على لزوم المنزل لأجل غير مُسمى، تغيرت الحياة التي اعتاد عليها الأزواج، ففي لحظة بدأ كل شيء في التغيّر،
حيث وجدوا أنفسهم يجلسون في البيت طوال 24 ساعة
الآن فقط يتعرفون على بعضهم البعض، بعد و أصبحوا يتشاجرون في اليوم عديد مرات، و قد يكون سبب الشجار الملح الزائد في الطعام.
يقول الكاتب مارك مانسون في مقال له بعنوان "الحب في زمن الحجر الصحي" إن الإجهاد النفسي إما أن يُقرِّب الناس من بعضهم أو يُفرِّقهم. إذا كانت العلاقة صحية، أي إذا كانت نيّات كلا الشخصين تتماشى مع صالح العلاقة ويتواصلان باحترام، فإن الضغط سيجعل العلاقة أقوى. أما إذا كانت العلاقة غير صحية، على سبيل المثال، إذا كانت نيّات أحدهما أو كليهما غير متوازنة و/أو يُعاملان بعضهما بفظاظة، فإن الضغط سوف يدفعهما إلى وضع أسوأ مما يتخيّلان.
ما علاقة الحجر الصحي لارتفاع نسبة الطلاق ؟
ارتفعت أعداد حالات الطلاق في الصين بشكل كبير بعد انتهاء فترة الحجر الصحي مباشرة، حسب ما نقلت صحيفة "قلوبل تايمز" الصينية عن سجلات مكاتب الحالة المدنية في البلاد.
وعزا المختصون ذلك إلى تمضية الأزواج وقتا طويلا مع بعضهم في المنزل خلال فترة الحجر الصحي الذي فرضته السلطات الصينية في إطار إجراءات صارمة للتصدّي لفيروس كورونا.
كيف يمكن تخطي المشاكل و ما الحلول المقترحة ؟
بالنسبة للأطفال، من المهم أن تتم توعيتهم بعبارات لا تخيفهم وتتناسب مع مستواهم العقلي، وأن لا يظهر الوالدان القلق أمام أولادهم وعدم التحدث الزائد عن الموضوع. وهذه فرصة أيضا لتوعيتهم حول النظافة الشخصية، وملء أوقات فراغهم جيدا، مع مراعاة عدم انقطاعهم عن التعليم لمدة طويلة، وأن لا يبقى الطفل حبيس المنزل، أيضا يجب أن يتعرض للهواء والشمس تحت الإشراف بعيدا عن أي أطفال مرضى.
أما بالنسبة للكهول فعليه محاولة القيام بالأمور التالية على الأقل مرة في اليوم أو على حسب ما يتناسب مع مسؤولياتهم و مشاغلهم اليومية
1- ممارسة التمارين الرياضية
2- اتباع نظام غذائي صحي
3-الحصول على قسط كاف من النوم
4- الإقلاع عن التدخين
5- ترك الكافيين
6- ممارسة التأمل
7- شرب شاي البابونج
8- ممارسة البستنة
برامج عملية مفيدة جدا للصحة الجسدية و النفسية
يعلم برنامج Panic Away كيفية إنهاء نوبات الهلع وتقليل مشاعر القلق العام. يستخدم البرنامج في أكثر من 32 دولة حول العالم ويثبت أنه أحد أنجح الطرق غير الصيدلانية لإنهاء اضطراب القلق. باستخدام تقنية 21-7 ، يعلم باري ماكدونا كيفية إيقاف نوبة الذعر في 21 ثانية وتقليل الشعور بالقلق العام في أقل من 7 دقائق. يعتمد البرنامج على توصيل التقنيات النفسية بطريقة سهلة المتابعة ، خطوة بخطوة. سوف تتعلم بسرعة كيفية: إيقاف نوبات الهلع ، ووضع حد لمشاعر القلق العام ، والقضاء على الأفكار القلق ، والشعور بمزيد من الثقة والتحكم.
من خلال هذا البرنامج يمكنك القيام بذلك بنفسك اليوم و تغيير حياتك إلى الأفضل. يمكنك البدء في إحداث فرق الآن و تخطي كل المشاكل النفسية المتعلقة بالتوتر و التفكير الزائد الناتج عن الأوضاع الحالية.